نقطه بيضاء
عجيبٌ أمرها هي تبكينا قبل أن تفرحنا
هي تُتعبُنا قبل أن توصلنا إلى الراحه
هي تجعلنا نيأس قبل أن تفتح باب الأمل بمفتاحها السريّ
تستقبلنا باكين ثم تراضينا
تحزننا أياماً وسنين لتواسينا
تلبسنا ثوباً أسود وبالوقت نفسه تضعُ اخر لمساتها على ذاك الثوب المرصّع بالألوانِ الزاهيه
تعطينا ما نتمنى بالوقت الذي لا نتوقعه
تجردنا من كل ما نملك ونحن في أمس الحاجة له
وعجيب أمرنا نملكها صفحةً بيضاء نلطخها نحن بالقبح والحزن ونُبكيها دموعا
حياتنا .......... ما اشقتنا الا لتجعلنا نستلذ بطعم الفرح
وما أبكتنا إلا لتجعلنا نشعر بجمال الابتسامه
وما أخذت منا ما نحتاج إلا لتجعلنا نقدر قيمة مانملك
أنظر إلى السماء في ليلةٍ غاب عنها القمر
إنها سوداء ولكننا نحبها ونرتاح بالنظر لها, نعشق سوادها الداكن
ونكَحل عيوننا بالنظر إلى نجومها التي تُنسينا عتمة السماء
وهكذا حياتنا ننعتها بالسواد لكن لانحبها بالرغم من وجود تلك النجوم فيها
من ضحكات وبسمات
أفراح ونجاحات
آمال وامنيات
فحياتنا سماء ننعتها بالسواد تكسوها النجوم يجب أن نحبها مثلما نحبُ تلك السماء الممتده بالأُفق البعيد
هكذا وهي سماء غاب عنها القمر, فماذا لو ازدانت ببدر نوره ملأ أركانها؟
بالطبع ستكون مثل العروس ليلة زفافها, ثوبها أبيض من أجمل ما يكون, بسماتها من أصدق الابتسامات
وعيونها براقه بالفرحه , وحياتها مزدهره بالورود .
فحياتنا لا تسوّد إلا واللون الابيض يعيد تجديد نفسه
انها لوحة بيضاء تحب الوان السعاده والفرح
فلنغتنم الواننا قبل أن تجف , وريشة الرسم خاصتنا قبل أن تتلف ولنبدأ بالرسم كأمهر فنان ونتنافس على أن تكون لوحة كل واحد منا هي الأجمل هي الأزهى لكن لا ننسى أن نضيف لوناً داكناً لنشعر بجمال الواننا المخمليه الزاهيه التي تجعل حياتنا على عرش من الملوكيه والرفعه .
فلننظر إلى أنفسنا لنجد كم نحن سعداء ولو كانت نقطه بيضاء