1. قال أبو موسى رضي الله عنه:
ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديثٌ قط فسألنا عائشة إلا وجدنا
عندها منه علما وكانت مُوقرةً من الصحابة..يعرفون لها قدرها وعلمها ومنـزلتها بين الناس نال رجل من عائشة عند عمار بن ياسر فقال له عمار: أغرب مقبوحاً أتؤذي حبيبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ؟ وقال عمار:" إنها لزوجة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة"
نشهد بالله إنها لزوجته. وكان مسروق رحمه الله إذا حدث عن عائشة قال:
حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله المبرأة من فوق سبع سماوات. وقال معاوية رضي الله عنه: والله ما سمعت قط أبلغ من عائشة غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت رضي الله عنها وعن أبيها من أحسن الناس رأياً في العامة قال الزهري رحمه الله:
لوجمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل وقال مصعب بن سعد:
فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف..عشرة آلاف، وزاد عائشة ألفين،
وقال: إنها حبيبةرسول الله صلى الله عليه وسلم.
1. وحين نتكلم عن ورع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وزهدها وخوفها من خالقها تتلاشى
عند ذلك الكلمات وتهرب حينئذٍ المعاني خجـلاً أن تدرك بلوغ الثناء الذي يليق بها لقد كانت رضي الله عنها رمـزاً في الكرم وغايةً في العظمة وسخاء النفس كيف لا وقد تعلمتها
ممن كان أصل الكرم والوفاء ومعلم البشرية كلها أخلاق الخير؟بعث معاوية رضي الله عنه وعن أبيه إليها مرة بمائة ألف درهم فما أمست حتى فرقتها
فقالت لها خادمتها: لو اشتريت لنامنها بدرهم لحماً؟ فقالت: ألا قلتِ لي. وقال عطاء: إن معاوية بعث لها بقلادة بمائة ألف ، فقسمتها بين أمهات المؤمنين
وقال عروة ابن أختها :إن عائشة تصدقت بسبعين ألفاً،وإنها
لترقع جانب درعها رضي الله عنها...
"وبعث إليها ابن الزبير رضي الله عنه بمال بلغ مائة ألف، فدعت بطبق فجعلت تقسم في الناس،
فلما أمست قالت: هاتي ياجارية فطوري،فقالت: يا أم المؤمنين أَما استطعت أن تشتري لنا لحماً بدرهم؟ قالت: لاتعنفيني، لو أذكرتيني لفعلت"وكانت قمة التواضع فلا ترى نفسها شيئاً وهيَ من هيَ؟
وكانت تخاف ثناء الناس عليها فلا تودّ سماعه مخافة الفتنة "جاء ابن عباس رضي الله عنهما يستأذن على عائشة، وهي في المـوت، وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن فقيل لها: هذا ابن عباس يستأذن،قالت: دعني من ابن عباس لا حاجة لي به ولا بتزكيته،فقال عبد الله: يا أمّه..إن ابن عباس من صالحي بنيك يودِّعك ويسلم عليك قالت: فأْذن له إن شئت ؛قال: فجاء ابن عباس، فلما قعد قال: أبشري فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب، وتلقي محمداً صلى الله عليه وسلم والأحبةإلا أنتفارق روحُك جسدك كما أن عروة بن الزبير قال فيها(ما رأيت أعلم بفقه ولا طب ولا شعرمن عائشة ( وأيضا قال فيها أبو عمر بن عبدالبر( إن عائشة كانت وحيدة بعصرها في ثلاثة علوم علم الفقه وعلم الطب وعلم الشعر